الحبر العربي
الحبر العربي لغة النفس والفن العربي . وهو لغة الخطاطين والفنانين على مر العصور . الحبر معلق غروي سائل يستخدم للكتابة والرسم والاعمال الفنية ويحفظ في اناء او قارورة تسمى المحبرة كما تسمى لوجود الحبر فيها .
ويدعى عند العرب ايضا المداد كما ذكر في القران الكريم .
(قل لوكان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا )
للخبر العربي انواع وطرق متعددة لصناعته ويمتاز عن الاحبار الاخرى بانه طبيعي وصحي على عكس الاحبار الاخرى التي
تدخل في صناعتها مواد كيميائية واكاسيد سامة كالزرنيخ .
الحبر العربي في التاريخ :
يعود استخدام الحبر العربي الى اكثر من 2500 سنة قبل الميلاد . فقد استخدمه المصريون والصينيون ايضا .
فصنعوه من لهاب المصابيح والسخام ومزجوه بالماء والصمغ والعسل او السكريات .
لايعرف بالضبط تاريخ اختراع او انتاج الحبر العربي ولكن يعرف انه استخدم في العصور الوسطى . وانتج من بعدة اشكال .
وكان العرب قديما يصنعونه من السخام وبعض الاقاويل انه كانت تعلق قوارير الحبر على ارجل الجمال في القوافل التجارية
ليمزج بشكل جيد لانه يحتاج للكثير من التحريك والمزج .
كما استخدم العرب تهقير الورق في مخطوطاتهم ليصبح الورق املس ويمتد عمر المخطوطات لزمن طويل ويعطيها
جمالية وفن اضافي .
الحبر العربي الاسود هو الاشهر على الاطلاق والاكثر انتشارا واستخداما بين الاحبار والالوان الاخرى بسبب توفر مستلزمات
صناعته وجماه واناقته وظهوره على كل الالوان والاسطح .
كل خطاط او صانع احبار يتميز بطريقته ولمسته الخاصة في صناعة حبره لذلك نرى تفاوت في الاحبار بين خطاط واخر
ومن أهم تلك الإضافات السكر لزيادة لزوجة الحبر، وذرور الغضار الناعم لإضفاء اللون البني المشوب بالحمرة والتخفيف
من زرقة الحبر، والشبة التي تصلح مادةً حافظة، وأصفر الزرنيخ “كبريت الصوديوم” المضاد للأكسدة ومانع التعفن،
والكافور لتطييب الرائحة، والعسل لزيادة لزوجة الحبر وتطريته، والصبر والملح ومواد اخرى .
صناعة الحبر العربي :
يصنع الحبر العربي من عدة مواد وطرق منها :
الحبر العربي حبر الزيتون :
ويصنع من هباب اوسخام زيت الزيتون وافضل انواعه ما يستخرج من بذرة الزيتون .
الطريقة :
تأتي بهذا السخام وتنقيه بواسطة قماش الشاش الطبي
وتأتي بالصمغ العربي
وتضع كمية منه في وعاء فيه ماء بحيث يغطي هذا الماء الصمغ بقليل
ويفضل ان يكون الماء مقطرا أي خالي من الأملاح والشوائب
وتتركه لمدة يوم وحسب الوقت حتى تراه وقد يصبح كالعسل أو الدبس بعد أن يكون قد ذاب ثم تصفيه أيضا بقماش الشاش لكي تتخلص من الشوائب
ثم تأتي بهاون ( مدق ) حديدي أو زجاجي
وتأخذ كل أربعة ملاعق من الصمغ المصفى السائل تقريبا وتضعها في المدق
ثم تاخذ ملعقة من نفس الحجم وتضيفها إلى الصمغ داخل المدق
وتكون الكمية حسب استطاعتك ولكن وفق هذا القياس
وتاخذ بالسحن ( المزج ) داخل المدق بالأداة ويكون بشكل جيد جدا
ومن ثم تدق كثيرا بين فترة وأخرى ومن ثم السحن
وطبعا تستمر بالدق والمزج قدر استطاعتك وليكن ذلك ساعة كل يوم او اكثر وحسب وقتك
دون أن تعرض المزيج لأي مصدر حراري وكلما كان الدق كثيرا نحصل على حبر جيد واحذر من الدهونات أن تلامس المزيج
وبالتالي كلما تشعر أن المزيج تيبس ممكن أن تضيف الماء الصافي لتستمر بالدق
وهكذا عليك أن تكثر من الدق والمزج حتى ولو تجد من يعاونك
وبالنتيجة وبعد 4 ساعات من الدق المتواصل أو المتقطع تتفحص الحبر
ومن ثم تواصل
والنتيجة تكون رائعة إذا ما كان الدق يأخذ وقتا طويلا من الساعات
وبعد ذلك تجرب الحبر وطبعا عليك أن تعرف طريقة الفحص
أي أن تاخذ كمية قليلة جدا برأس القصبة وتسحب سحبة على ورق مصقول
فكلما كانت السحبة طويلة كان الحبر جيدا وهكذا وأيضا أن تكون السحبة نظيفة اي بدون ان ( يلتم ) او ينقبض الحبر الى داخل السحبة المنجزة مما يترك وكان الحبر متقطع
يجب أن يكون تدرج الحبر مع استمرار السحب
واذا شعرت ان الحبر يطاوعك
ضعه في زجاجة محكمة بعد ان تكون قد عرضته لاشعة الشمس يوم او يومين حتى لا يتعفن عند اغلاق الزجاجة
وعندها تكون قد اعددت المحبرة ذات الفتحة الواسعة
طبعا يكون داخل هذه المحبرة او ما تعرف ( الطرة ) قليل من خيوط الحرير (البريسم ) للنصف او اقل
ويكون البريسم قد غسل جيدا بالماء والصابون تحسبا من ان يحتوي على بقايا دهون
وتضع داخل الطرة مسمار صغير كي يؤكسد الحبر مع مرور الوقت ليكون اكثر عتامة ، وكلما ترى ان الحبر جف فقط تضع الماء فيها
وبكمية لا تؤثر على درجة قتامة اللون كثيرا وكلما مر الوقت على المحبرة يكون الحبر اكثر عتمة
واذا شعرت ان الحبر لا ينفع معه الماء تضع قليلا من الزجاجة الكبيرة والحاوية ايضا على البريسم
تضع قليلا من الحبر داخل الطرة
لذلك تجد أن الخطاطون يتنافسون بقدم طراتهم
لأنها تخرج حبرا معتم وان طالت سحباته
حبر دهن الخروف وكما يسمى الحبر التركي:
المواد :
- دهن الخروف
- صمغ عربي وهو مادة قلوية بلورية تنشأ على جذوع الاشجار المجروحة
- ماء مقطر
-سطح مقعر ليجع عليه الهباب اوالسخام اومايسمى الشحار .
عسل طبيعي .
طريقة التحضير :
نأتي بدهن الخروف ونبدأ بحرقه ونضع الصاج فوقه ونجمع الهباب المتاطير نتيجة الحرق من الصاج .
نصب الماء المقطر على الهباب الذي جمعناه نتيجة الحرق . ونتركه لعدة أيام الى أن ينحل هذا الهباب .
نبقى نحرك بين فترة وأخرى إلى حتى يصبح الهباب منحل وذائب تماما على شكل عجينة متجانسة .
نضيف العسل بنسبة معلقة واحدة لـكل 200مل
نصب الصمغ وتكون نسبته عشر الحجم
تترك هذه العجينة مع التحريك المستمر لها من أسبوع الى شهر ثم تمدد بالماء المقطر ويصبح جاهزا للكتابة .
حبر بذرة الكتان او كما يسمى الايراني :
زيت بذرة الكتان الطبيعي ويتوفر عند العطارين .
دهن الخروف
- صمغ عربي وافضلها السوداني .
ماء مقطر
سطح مقعر ليجع عليه الهباب اوالسخام اومايسمى الشحار .
عسل طبيعي ان توفر .
الطريقة :
نفس الطريقة السابقة لكن باستخدام زيت بذر الكتان .
- في حال حدث تعفن في الحبر فهو أنك لا تستخدم الماء المقطر المجلوب من مخابر التحليل
- الحبر لا يجف بسرعة هو أن نسبة العسل والصمغ كثيرة .
- الحبر لا يعطي سيلانا أو مد أثناء الكتابة هو أنك لم تصفي المحلول بشاش ناعم أو جراب .
- لا تحاول طبخ هذه المواد على النار لانك ستقوم بتخريبه ويفقد الكثير من الخواص .
الحبر البني أو القهوي :
له طرق عدة ومتنوعة أفضلها حبر الجوز , ويمكن الحصول على هذا الحبر في دقائق بأن تجلب مادة تسمى حبة الجوزمن عند محلات الدهانات وتحلها بالماء المقطر وبعد 30 دقيقة تكتب به بإذن الله
وهو لا يحتاج للصمغ أو العسل وهو حبر رائع وسيّال .
الأحبار الملونة كالأحمر والأزرق والأخضر فأغلبها مصنوع من الأصبغة , وهي أصبغة تحل بالماء وغالية الثمن .
ملاحظة : اي نوع من انواع السخام او الهباب الفحمي يمكن ان تصنع من حبر عربي باتباع الطرق الموضحة اعلاه والاضافات التي ذكرناها
إرسال تعليق